الوسواس القهري (أسبابه، أعراضه، علاجه)
الوسواس القهري هو إحدى الحالات التي تنشأ نتيجة للقلق، وغالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض على علم بطابع غير طبيعي لتصرفاتهم، ولكنهم يتجاهلون ذلك. يقوم بعض الأشخاص بغسل أيديهم بشكل مفرط، معتقدين أنهم بذلك يكونون آمنين لدرجة قد يتسببون في حدوث جروح في أيديهم نتيجة لتنظيفهم المفرط. وهناك أيضًا أشخاص يعانون من وساوس تجاه نظافة المنزل والأواني التي يتناولون فيها الطعام. على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين هذه العادات، إلا أن أفكار الوسواس القهري تظل سائدة لدرجة أن هذه التصرفات يمكن أن تأخذ شكل طقوس. لتشخيص هذا الاضطراب، يجب أن نكون على دراية بالأعراض، التي تشمل الأفكار المستمرة وغير المنطقية حول الوساوس المتعلقة بأشياء مثل إغلاق باب المنزل أو أخذ الكهرباء أو خوف من التلوث. الخطورة تكمن في إمكانية تسببها في أمراض عضوية مثل القولون العصبي نتيجة للقلق والتوتر الزائدين. في هذا المقال، سنتناول أيضًا الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى القيام بمثل هذه التصرفات، وأخيرًا سنقدم بعض العلاجات المناسبة للتخلص من هذا الاضطراب.
أسباب الوسواس القهري
هناك أسباب عديدة للإصابة باضطراب الوسواس القهري وسنذكر منها ما يلي:
عوامل بيئية
قد أثبتت الدراسات أن اضطراب الوسواس القهري تم اكتسابه مع مرور الوقت.
عوامل بيولوجية
قد أكد بعض الباحثين على أن الوسواس القهري يحدث بفعل عوامل وراثية جينية إلا أن لم يتم تحديد هذه الجينات المتسببة في حدوث هذا الاضطراب إلى الآن وهناك أيضا بعض الدراسات التي تؤكد أن الوسواس القهري يحدث بسبب تغيرات كيميائية وفسيولوجية تحدث في جسم الإنسان.
الجراثيم العقدية التي قد تصيب الحنجرة
فقد أكد بعض الباحثين على أن الجراثيم التي تصيب الحنجرة لدى الأطفال ينتج عنها الوسواس القهري فيما بعد.
درجة وجود السيروتونين
عند نقص نسبة السيروتونين في الدماغ ينتج عن إصابة الأشخاص باضطراب الوسواس القهري وذلك لأن السيروتونين هو من المواد الكيميائية الضرورية لعمل الدماغ وقد أجريت تجربة بين أشخاص مصابين بالوسواس القهري وأشخاص غير مصابين به وقد تبين أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية تعمل على زيادة نسبة السيروتونين تقل لديهم نسبة الإصابة بالوسواس القهري.
هناك عوامل أخرى من الممكن أن تزيد نسبة الإصابة بالوسواس القهري وهي:
يمكن أن يظهر هذا المرض في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ كذلك يمكن أن يحدث في سن مبكرة وقد يظهر في سن العاشرة خاصة.
كثرة الضغوط النفسية والقلق والتوتر يمكن أن ينتج عنه الإصابة بالوسواس القهري.
ومن الممكن أن ينتج عن الإصابة بالوسواس القهري قطع كافة العلاقات الاجتماعية واللجوء إلى الانعزال كذلك يمكن أن تراود الشخص المصاب بالوسواس القهري أفكار انتحارية وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى إدمان الكحول.
أيضا الحمل من أسباب الإصابة بالوسواس القهري خاصة في الشهور الأولى قد يتولد لدى المرأة الحامل أفكار وسواسية تتعلق بالنظافة أحيانا وأحيانا أخرى تتعلق بخوفها على الجنين.
أسباب وراثية
أيضا العوامل الوراثية أحد أهم الأسباب للإصابة بهذا المرض كأن يكون أحد أفراد العائلة أو الوالدين كانوا قد أصيبوا بمرض الوسواس القهري.
أعراض الوسواس القهري
أعراض عامة للإصابة بالوسواس القهري
تختلف أعراض الوسواس القهري من شخص لآخر ويتميز هذا المرض بأنه يهدر الكثير من الجهد والوقت كما أنه يؤثر تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية وهنا لابد لنا من معرفة الأعراض التي تنتج عن حدوث هذا المرض وهي كالاتي:
- حُب الترتيب والنظام بصوره مبالغ فيها.
- تسيطر على الشخص أفكار عدوانية حول إيذاء نفسه أو الآخرين.
- الشخص المصاب بالوسواس القهري دائما يكون لديه مخاوف من التلوث والأوساخ.
- دائما ما تسيطر على الشخص أفكار عدوانية تتعلق بالجنس.
أعراض وعلامات مرتبطة بالوسواس القهري
- تسيطر على الشخص المصاب بالوسواس القهري شكوك حول إقفال الغاز والكهرباء وإقفال الأبواب.
- الخوف على الأبناء من إلحاق الأذى بهم.
- الامتناع عن الأمور التي تعمل على إثارة الوسواس القهري مثل تناول الطعام عند أحد الأقارب أو الأصدقاء وأيضًا الامتناع عن المصافحة.
- قد يحدث التهاب في الجلد وتقرحات نتيجة غسل اليدين بشكل مبالغ فيه.
- قد يحدث للشخص المصاب بالوسواس القهري تساقط الشعر نتيجة للقيام بنتفه.
- رغبة شديدة في الصراخ دون تستدعي الحاجة إلى ذلك.
- الخوف من ملامسة أغراض تم لمسها من قبل أشخاص آخرين.
- وساوس تجاه إلحاق الأذى بالآخرين نتيجة في حادثة طريق مثلاً.
أعراض الأفعال القهرية الوسواس
أعراض الأفعال القهرية هي أعراض تحدث بشكل متكرر ولا يمكن السيطرة عليها وهذه الأفعال القهرية المتكررة من الواجب أنها تحد من حدوث القلق والتوتر فمثلا الأشخاص الذين يعتقدون أنهم لم يغلقو الغاز أو الأبواب بشكل صحيح فإنهم يقومون بالذهاب إلى الموقد بشكل متكرر وقهري من أجل التأكد من إغلاق الغاز.
ومن الوساوس أو الأفعال القهرية التي تنتج عن إصابة الأشخاص بالوسواس القهري ما يلي:
- غسل وتنظيف الأواني والمنزل والأرضيات بشكل متكرر.
- تكرار تنظيف مكان معين ظنا من الشخص أنه لم يتم التنظيف بشكل صحيح.
- حُب الترتيب والنظام ووضع كل شيء في مكانه الصحيح.
- إعادة الصلاة مرة أخرى.
- الذهاب مرارا وتكرار إلى الموقد وإلى الأبواب للتأكد أنه تم إغلاقها جيدًا.
- غسل اليدين لدرجة تصل إلى تقشيرهم.
- العد ويكون ذلك بأنماط معينة.
متى يجب عليك زيارة الطبيب
النظافة والاهتمام وحب النظام والترتيب والخوف على من نحب من أقارب وأصدقاء لايختلف عليه أحد لكن إذا كانت لديك أفكار الوساوس القهرية وفي حالة كان ويؤثر عليك وعلى حياتك وأداء مهامك اليومية وعلى علاقاتك الاجتماعية حينها يجب عليك زيارة الطبيب.
علاج الوسواس القهري
قد يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري باضطرابات أخرى مثل القلق والتوتر والاكتئاب ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار قبل التوجه إلى الطبيب والبدء في العلاج وهنا ينقسم علاج الوسواس القهري إلى قسمين علاج نفسي وعلاج دوائي وذلك على حسب حدة المرض لدى الشخص المصاب فقد يحتاج إلى نوع واحد من العلاج وقد يحتاج إلى كلاهما.
علاج الوسواس القهرى بالاساليب النفسية
يستخدم هذا النوع من العلاج للذين يعانون من الوسواس القهري من الأشخاص البالغين والمراهقين ومن أشكال هذا النوع من العلاج ألا وهو العلاج السلوكي المعرفي حيث يتم من خلال هذا النوع تحديد الأمور التي تصيب الإنسان بحدوث قلق وسواس ويتم تدريب الشخص المصاب للتخلص من الأعراض القهرية التي تنتج عن هذه الوساوس ويكون هذا العلاج بالاتفاق والمشاركة مع المريض وعائلته وأيضا الطبيب.
علاج الوسواس القهرى بالادويه والعقاقير
غالباً ما يتم علاج الوسواس القهري بوصف أدوية مضادة للاكتئاب وهذه الأدوية تعمل على رفع نسبة السيروتونين التي يسبب نقصها الإصابة باضطراب الوسواس القهري ومن هذه الأدوية فلوفوكسامين، سيرترالين، كلوميبرامين
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تسبب أثار جانبية فعند حدوث ذلك يجب التوجه إلى الطبيب كذلك هذه الأدوية تحتاج إلى ثلاثة أسابيع من أجل التخلص من أعراض الوسواس القهري وفي حالة لم يتم ذلك يجب زيارة الطبيب واستشارته، وهناك علاجات أخرى يمكن استخدامها للتخلص من الوسواس القهري ومنها.
- التحفيز العميق للدماغ ويتم ذلك في حالة أن أنواع العلاجات الأخرى لم تفيد في التخلص من هذا المرض.
- أيضاً التحفيز المغناطيسي داخل الجمجمة.
- المعالجة عن طريق الصدمات الكهربائية.