الربا في الإسلام تعريف الربا في اللغة والشرع
يختلف العديد من الأشخاص في التعرف على الربا ومفهومة، كما يختلف البعض عن هو حلال أم حرام وتكثر التساؤلات حول هذا الموضوع ولكن الشريعة الإسلامية قد حددت بعض النقاط الأساسية التي يجب اتباعها دون التغيير أو العبث فيها، ولذلك نوضح في هذا المقال الكثير من المعلومات حول الربا في الإسلام.
الربا
يعتبر الربا هو المكسب أو الاستغلال الذي يعمل على مضاعفة التجارة أو هو الأرباح الناتجة عن الأعمال التجارية، وقد تم ذكر كلمة الربا وتعريفه في العديد من الآيات القرآنية المختلفة ولأهمية توضيحة للأشخاص ذكر أيضاً في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
تعريف الربا في اللغة والشرع
في اللغة المقصود بالربا هو الزيادة، أما في الشرع فهو يعني الزيادة المخصوصة في كافة أشكال المعاوضات المختلفة، أو يمكن تعريفه بأنه التأخير والتأجيل الذي يمكن أن يحدث في أحد العوضين ويكون في واحد منهم فقط،بالإضافة إلى أن الإضافة التي يمكن أن تتمثل في الزيادة المشروطة المقدمة بكل أنواعها على رأس المال الأساسي مقابل الأجل على حده وقد يفضله البعض عن نسبة الفائدة.
الأختلاف بين الربا والفائدة:- يعتبر المفهوم الأساسي للفائدة كما يعرف في الشريعة الإسلامية بأنها الزيادة التي تضاف على رأس المال الأصلي مع مرور وقت من الزمن على هذا المال وهو أقل وضحاً وأنتشاراً عن مصطلح الربا.
الأختلاف بين الربا والقرض:– تم تعريف القرض عند بعض الفقهاء بأنه منح المال من شخص إلي شخص أخر ولكن عند الاسترداد يسترد بمثله، وعند بعض الفقهاء الآخرين فإن القرض هو مبلغ معين من المال، ويتم إقراضه للشخص مع تحديد مدة زمنية معينة للتنازل عنه ويسمى ذلك عقد إحسان مع عدم إضافة أي فوائد على المبلغ الأساسي، ليتم إرجاعه كما هو من أصل المال، وفي هذا القرض يعد بلا فوائد والأرباح، وهو ضرب من الصدقة التي يستحق فاعلها الثواب من الله، أما الربا فهو بمثابة الزيادة في الرأسمال للقرض.
الربا في الشريعة الإسلامية
يتفق جميع المسلمين بأن الربا هو من الأمور المحظورة في الشريعة الإسلامية، ولكن يوجد بعض الخلاف في صدد هذا الموضوع، ويستخدم لفظ الربا كثيراً كمصطلح إسلامي وهو ما يقصد به الفائدة المفروضة المأخوذة على القروض أو الفوائد، ولكن مهما اختلفت الآراء يعتبر الربا من أكبر الكبائر المحرمة ومن أكبر الذنوب وحرمته الشريعة الإسلامية ولا نقاش في ذلك.
كما يعد تحريم الربا في الإسلام من أهم وأبرز الأعمال الإسلامية سواء كانت “المصرفية أو المالية”، وعلى رغم ذلك قد توجد أهمية كبيرة للفائدة في عالم الاقتصاد العالمي، إلا أن النظام الإسلامي الاقتصادي لا يتجاوز ما تم تحريمه في قوانين الشريعة الإسلامية ويعمل دائماً على وضع البدائل لهذه الأنظمة على أن تكون كفيلة بذلك.
أنواع الربا
يطبق الربا في المعاملات التجارية المختلفة، وقد صنف الفقهاء الربا إلى نوعين وهما كالآتي:-
- ربا النسيئة: وهو الذي يقصد به وجود فائض ويتم به الزيادة من أجل الحصول على قرض سواء كان هذا القرض نقداً أو عيناً، أي أنه إضافة الزيادة في المبلغ مقابل التأجيل في تسديده أو رجوعه للشخص.
وسمي بربا النسيئة نسبة للتأخير وأنسأية الدين، حيث أن الزيادة تكون مقابل الأجل مهما كان نوع السبب الذي من أجله تم البيع أو القرض، بالإضافة إلى أنه يحتوي هذا النوع من الربا على بيع ربوي حاضر بمؤجل وهذا ما حرمه الدين الإسلامي والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله تعالى
“يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة”، وقد جاءت السنة النبوية مؤكدة ومؤيدة في ذلك التحريم والذي تم نصه في خطبة الوداع وليس ذلك فقط بل يوجد العديد من الأحاديث النبوية الأخرى، وبذلك كان هناك إجماع من قبل المسلمين على تحريم الربا أقراراً منهم والعمل به، كما عرف ربا النسيئة بإسم ربا الجاهلية؛ حيث كانت معظم تعاملات أهل الجاهلية بهذا الربا وكان يعتمد العرب في الربا على تبادل الدنانير أو الدراهم بنظام القرض وذلك يتم من أجل الزيادة في مقدار ما تم إقراضه كما عرف أيضاً بأسم الربا الجلي.
- ربا الفضل: وقد عرف الفقهاء هذا النوع من الربا بأنه إستبدال متزامن لبعض الكميات المختلفة والمتنوعة للسلع أو العملات تكون غير متكافئة في الصفات أو النوعيات، وقد سمي بهذا الأسم “ربا الفضل” لأنه لاحد العوضين فضل على العوض الأخر، وهو ما يقصد به المجاز بأن الفضل لأحد دون فضل من الجانب الآخر، وقد تم تحريمه بشكل إجماع لا خلاف فيه وثبت الكثير على حرمانيته ونص العديد من النصوص على ذلك، ومن أهم ما صرح به لتحريم ربا الفضل حديث أبي سعيد الخدري عن قول النبي : “لا تبيعوا الدرهم بالدرهمين فإني أخاف عليكم الرماء والرماء” هو ما يقصد به ربا الفضل، وبذلك قد منعهم من أنواع الربا “الفضل والنسيئة” وذلك من أجل سد باب المفسدة على المسلمين.
مضار الربا
- يتسبب في وجود خلل كبير وواضح في توزيع العائد الذي يرجع على الأشخاص وخاصة محدودي الدخل.
- يما أن الربا بمثابة المحرك الأساسي لارتفاع الأسعار فإن ذلك يترتب عليه ارتفاع ملحوظ في أسعار الخدمات والسلع.
- تطبيق الربا يضر كثيراً بطبقة المحتاجين والفقراء ومحدودي الدخل وذلك لما يترتب على الربا من زيادة الديون عليهم والعجز عن تسديد هذه الديون.
- توقف الزيادات الناتجة من عن التجارات والأعمال العادية التي لا تعمل حياة الأفراد إلا بالاعتماد عليها.
- الربا يساعد في زيادة المعدلات المالية والمكاسب في يد مجموعة معينة من الأفراد وخاصة طبقة الأشخاص الذين يمتلكون رؤوس الأموال.